الإدارة الاستراتيجية: الريادة الإدراكية والاستراتيجية السلوكية – مدخل معاصر
المقدمة
تسعى المنظمات الحديثة باستمرار إلى البحث عن أفضل البدائل الاستراتيجية التي تمكّنها من تحقيق الأداء المتميز والاستجابة الفعالة للتحديات المتغيرة. في هذا السياق، لا يمكن الاعتماد فقط على العقلانية المجردة في صنع القرار، إذ أن الواقع العملي يُظهر أن متخذي القرار غالباً ما يتأثرون بإدراكاتهم، وعواطفهم، وحدود وعيهم، مما يجعل من المفهوم السلوكي في الإدارة الاستراتيجية أداة بالغة الأهمية في تحليل الأداء المؤسسي وصياغة السياسات الفعالة.
تُعد الاستراتيجية السلوكية أحد الاتجاهات المعاصرة الرائدة في حقل إدارة الأعمال، حيث تسعى إلى دمج عناصر الإدراك، والتحليل النفسي، والسلوك البشري في إطار النظرية والتطبيق الاستراتيجي. من خلال هذا الدمج، تسعى الاستراتيجية السلوكية إلى تقديم تفسيرات واقعية لكيفية تأثير العواطف والانحيازات الإدراكية والسلوك الاجتماعي على القرارات الاستراتيجية، والتي قد تعجز النظريات التقليدية عن تفسيرها بشكل كافٍ.
القادة وصناع القرار لا يتخذون قراراتهم في فراغ منطقي محض، بل يتأثرون بعدة انحيازات إدراكية منظمة مثل الثقة المفرطة، التحيز التمثيلي، والتحيز للإتاحة، والتي تؤدي إلى الانحراف عن قواعد التحليل العقلاني البحت. ومن هنا، يصبح من الضروري فهم هذه التحيزات والتحكم بها عند إعداد وتنفيذ الاستراتيجيات.
وبذلك، فإن الاستراتيجية السلوكية لا تفترض وجود عقلانية مطلقة لدى المنظمات، بل تعترف بأن العقلانية محدودة، وأن القرارات الاستراتيجية تتأثر أيضاً بالعوامل الشعورية والعلاقات الاجتماعية داخل المؤسسات. وهذا ما يجعل من الريادة الإدراكية والاستراتيجية السلوكية أدوات فعالة لفهم الظواهر التنظيمية بشكل أعمق وأكثر واقعية.
إن تناول موضوع الريادة الإدراكية والاستراتيجية السلوكية يمثل استجابة مهمة لمتطلبات البيئة التنافسية المعاصرة، حيث تحتاج الشركات والمؤسسات إلى أدوات حديثة تواكب التغييرات السريعة وتدعم جهود التطوير والتجديد المؤسسي.
الفئات المستهدفة
- القيادات المؤسسية وصناع القرار في الشركات والمؤسسات
- العاملون في مجالات التخطيط الاستراتيجي وإعداد السياسات
- واضعو الاستراتيجيات وخطط العمل
- المديرون والمشرفون على الأقسام التنظيمية
- الراغبون في الانخراط في الوظائف المتعلقة بالإدارة الاستراتيجية
- الأكاديميون والباحثون المهتمون بالاتجاهات الحديثة في الاستراتيجية
محاور البرنامج
أولاً: الريادية
- تعريف الريادية ومفهومها العام
- مكونات وعناصر الريادة
- مصادر تطوير الأفكار الريادية
- التعريف بالريادي: خصائصه، سماته الشخصية، ودوره في المنظمات
ثانياً: الإدارة الريادية
- السمات الإدارية للريادي الناجح
- اتخاذ القرار الاستراتيجي من منظور ريادي
- أدوار الريادي في الإطار الاقتصادي
- الفروق الجوهرية بين القادة والمديرين والرياديين
ثالثاً: المنظمات الريادية
- مفهوم المنظمة الريادية وخصائصها
- العناصر الأساسية لبناء منظمات ريادية
- مداخل التركيز في ريادة المنظمات
- مداخل الريادة المتنوعة (ريادة مشتتة، مركزة، إلخ)
- استراتيجيات الريادة ومكوناتها الأساسية
رابعاً: الريادة الإدراكية
- تعريف الريادة الإدراكية وأهميتها
- الأسس النفسية للريادة
- مكونات الريادة الإدراكية (الكفاءة الذاتية، الأنماط الإدراكية، الأدوار)
خامساً: الاستراتيجية التقليدية
- المفهوم التقليدي للاستراتيجية ودورها الحيوي
- البحث عن الميزة التنافسية من خلال التخطيط
- أصول الفكر الاستراتيجي وتطور مفاهيم التخطيط
- تعريفات ومداخل متنوعة لفهم الاستراتيجية
سادساً: نماذج ومستويات الاستراتيجية التقليدية
- النماذج الكبرى في الاستراتيجية (القوى التنافسية، الموارد، الصراع الاستراتيجي)
- المستويات المختلفة للاستراتيجية:
- الاستراتيجية على مستوى الشركة الكلي
- الاستراتيجية على مستوى الأعمال
- الاستراتيجية على المستوى الوظيفي
سابعاً: النموذج الأساسي للإدارة الاستراتيجية
- خطوات النموذج الأساسي:
- الفحص البيئي وتحليل البيئة الداخلية والخارجية
- صياغة الاستراتيجية بناءً على المعطيات
- العوامل المؤثرة في صياغة رسالة المؤسسة وأهدافها
- تنفيذ الاستراتيجية وفق خطة عمل واضحة
- الرقابة والتقييم المستمر لضمان التحسين
ثامناً: الاستراتيجية السلوكية
- مدخل الفكر الاستراتيجي السلوكي
- مفهوم العقلانية السلوكية والعقلانية المحدودة
- إدراك أثر السلوك البشري في القرارات الاستراتيجية
تاسعاً: التحيزات الإدراكية في اتخاذ القرار
- التعرف على أبرز التحيزات التي تؤثر على متخذي القرار:
- الثقة الزائدة بالنفس
- التفاؤل المفرط
- تحيز التمثيلية
- تحيز الإرساء والتعديل
- تحيز الإتاحة
- التنافر الإدراكي
- الإدراك المتأخر
- تحيز العزو الذاتي
عاشراً: الإدارة الاستراتيجية الريادية الحديثة
- مقومات بناء استراتيجية ريادية ناجحة
- أهمية المناخ الإبداعي داخل المنظمة
- أثر الثقافة المؤسسية على تبني الريادة
- دور القيادة الحديثة في تفعيل الاستراتيجية الريادية
- عرض دراسات حالة تحليلية من مؤسسات ريادية